ملكة غير مصرية حفظت عرش مصر

اليوم هو يوم المرأة العالمي، والمرأة كما يقال عنها نصف المجتمع، وإن لم تكن المجتمع كله بسبب تربيتها واعتنائها بالنصف الآخر.
وسنقدم نموذجا لامرأة مميزة، فهى ملكة عظيمة حفظت عرش بلد ليست ببلدها، وحفظت الإسلام ممن يتربصون به.
تلك المرأة هى شجرة الدر، أول ملكة فى الإسلام.
أصل شجرة الدر
شجرة الدر كانت مجرد جارية، ولكن من حظ تلك الجارية أن يشتريها الملك الصالح نجم الدين -ملك مصر- لتحصل على مكانتها كملكة فيما بعد، أما عن أصلها فمنهم من يقول بأنها تركية ومنهم من قال بأنها أرمية أو رومية.
شجرة الدر زوجة لملك مصر
تصبح الجارية مكانتها قى البلاط بعد أن تنجب ولد وتصبح أم ولد، وقد أنجبت شجرة الدر من الملك الصالح نجم الدين ابنهما خليل، وعندما اعتلى الملك عرش مصر تألقت جاريته بمكانة مميزة فى البلاط، ولما لا وهى امرأة ذات شخصية قوية، وذات ذكاء حاد، ولها ثقافة واسعة، وكان الملك يحبها كثيرًا، مما جعله يتخذها زوجة له، تتقاسم معه الحياة بنعيمها وبؤسها، وتشاطره أعباء ملكه وأمور دولته.
شجرة الدر ومحنة البلاد
لقد تعرضت مصر إلى حملة صليبية عظيمة، وجهت لها بقيادة ملك فرنسا-الملك لويس التاسع-، وجاءت هذه الحملة فى أسطول ضخمت وأخذت من دمياط واجهة لها، ثم قام قائد الحملة بمراسلة الملك صالح بضرورة التسليم والتحذير من المقاومة.
تلك الحملة موجودة فى مصر وهى فى أحلك ظروفها؛ فقد كان الملك الصالح مريضًا، وقرأ رسالة ملك فرنسا قائد الحملة وعيناه تذرفان دموعًا، وهنا جاء دور زوجته شجرة الدر التى بثت فيه روح العزيمة والشجاعة، مما جعله يقوم بالرد على التهديد بتهديد وتحذير مماثل.
ولكن نزل جنود الحملة دمياط وأسرعوا لاحتلالها، واتخذ الملك الإجراءات اللازمة للدفاع عن المدينة وأمر بتحصينها، ولكن ما لبثت الأيام وأن مرت ومع مرورها اشتداد المرض على الملك الذى وافته منيته، والعدو فى أراضى البلاد.
وبالطبع وقاة الملك فى مثل هذا الوقت يسعد أعداءه ويسهل عليهم السيطرة على البلاد، كما أنه يظهر تنافس الطامعون إلى سلطنة البلاد ، ولأن شجرة الدر ذات ذكاء، فقد أدركت خطورة الموقف وأن مصير البلاد بين يديها، لذلك حرصت على كتمان خبر وفاة الملك صالح، واستمرت بإصدار الأوامر إلى القادة والرؤساء وعليها خاتم الملك وخطه، وعزمت أمرتها على ضرورة تتابع القتال، ولم تذهب جهودها سدى، بل أنها أدت إلى النتائج المرجوة وتم هزيمة الصليبين.