كيف تعالج وتتجنب أمراض خطيرة من خلال النشاط البدني فقط

يهتم العديد من الأطباء بما يسمى “الطب الوقائي” والذي يعني ويهتم بالكثير من الأشياء، مثل (الاكتشاف المبكر للسرطان – تنازل المزيد من الألياف الغذائية – الوزن المثاليالامتناع عن الكحوليات والتدخين – التحكم في الكولسترول وضغط الدم – الخ).

كل هذه الأمور مهمة، ولا يجب تقليل الاهتمام بها، لكن التساؤل هنا، ما الذي يتأثر اولا ؟ وما الذي يعود بمردود أفضل للاستثمار في الصحة.

راجع العديد من الأطباء الكثير من الأبحاث، فوجدوا بعض الإجابات، منها أن العوامل التي تم ذكرها هي عوامل مترابطة ومتداخلة و سنذكرها بالتفصيل.

اولا مشكلة التهاب الركبتين

مشكلة صحية يعاني منها الكثير من الأشخاص، ولكن هل تعلم أن حلها ربما يكون “النشاط البدني” فقط أي المشي وليس الجري. فلنقم بتوضيح وتفسير وتأكيد صحة هذا العلاج في محاربة الكثير من الأمراض.

فلنفترض أنك تقضي ٢٤ ساعة في الجلوس أمام الشاشات المختلفة أو النوم أو العمل، فإن نصف ساعة او ساعة من القيام بنشاط بدني مثل المشي تؤدي إلى نشاط الجسم ومعالجة الأمراض الآتية:-

  1. ينخفض الألم لمرضى التهاب الركبتين بنسبة 47٪.
  2. أبطء هذا العلاج نسبة الزهايمر و الخرف لدى كبار السن بحوالي ٥٠٪.
  3. تخفيف نسبة التعرض لمرض السكر وتطور حالته بنسبة ٥٨٪.
  4. بالنسبة للنساء الذين في سن الأمل ، تتقلص الإصابة بكسور عظام الحوض بنسبة ٤١٪.
  5. هذا العلاج أنقص حالات القلق بنسبة ٤٨٪.
  6. حالات الإحباط، تم تقليص الحالات بنسبة ٣٠٪.
  7. مراجعة عشرة آلاف من خريجي جامعة هارفارد لمدة ١٢ عام، أسفر هذا العلاج عن تخفيف نسبة الوفيات حوالي ٢٣٪.

والمردود الأجمل لهذا العلاج والذي ثبت مرات عديدة ، هو ما يسمى “تحسين جودة الحياة”. وللتأكيد أيضا بشكل علمي على صحة هذا العلاج وفاعليته ، سنوضح بالأدلة العلمية على ذلك من خلال الآتي:-

1- دراسة “ستيفن بلير”

بروفيسور في الصحة العامة في إحدى الجامعات العالمية المشهورة، قام ببحث تابع فيها حوالي ٥٠ ألف امرأة ورجل، لدراسة عوامل الخطورة المؤدية للوفاة، فوجدوا أن نسبة الوفيات التي يمكن تجنبها تصلح من خلال ثلاث عوامل:-

  1. تحويل الإنسان المدخن لآخر غير مدخن.
  2. تحويل شخص كسول إلى شخص نشيط.
  3. الاهتمام بضعف اللياقة القلبية التنفسية، فهو العامل الرئيسي لارتفاع نسبة الوفيات.

وبذكر اللياقة القلبية نجد أن معظم الدراسات التي نراها من مسببات الوفاة تكون مدعومة من خلال الشركات الطبية، لأن لديها منتج أو علاج للضغط أو السكر تريد الترويج له. أما العمل على معالجة ضعف لياقة القلب لا توليه اهتماما كبيرا.

قام اسيفين بلير بدراسة اخرى، نظر فيها إلى مشكلة “السمنة” فوجد شيئين مهمين:-

  1. أن السمنة مصحوبة بالخمول وهو أخطر ما يحدث لصحتك، فكثيرا ما نجد العديد من المضاعفات تنتج بسبب السمنة.
  2. اذا كان الانسان سمين ونشيط في أن واحد حتى وإن كان لم يفقد شيئا من وزنه، فهذا أفضل بكثير، حيث انه يقلل من مضاعفات السمنة.

إذا كان النشاط البدني هو العلاج، فما هي الجرعة؟

عندما تفكر في الجرعة، تسأل عن (المدة والتكرار والشدة)

الجرعة

كلما زاد النشاط، تحسنت الصحة، لكن المردود سينخفض ان قل النشاط عن (٢٠-٣٠) دقيقة في اليوم.
فإذا كنت نشيطا، ينبغي عليك ان لا تقلل المدة عن ١١٥٠ دقيقة اسبوعيا وذلك بالنسبة للبالغين، وأقل من ساعة للأطفال.

وسنرى تحسنا كبيرا في الصحة عند الانتقال من الخمول إلى النشاط وهنا يظهر الفرق واضحا في الآتي. 👇

دراسة اخرى: نجد ان النساء اللواتي انتقلن الى النشاط من بعد الخمول لمدة ساعة أسبوعيا انخفضت لديهن خطورة أمراض القلب الى النصف تقريبا، ويمكن ان تقسم جرعة النشاط الى عشر دقائق ثم عشر دقائق ثم العشرة الأخرى المطلوبة يوميا. تلك كانت الجرعة.

الشدة

سنجد الفائدة كلما زادت الشدة، حتى لو قلت المدة، فإليك النصائح التالية:-

  1. رتب موعد مع صديق لممارسة نشاط.
  2. أن يمشي الزوجان معا لمدة نصف ساعة مساء أو صباحا.
  3. كثيرا ما يجد الغرب’ الدول الغربية’، “الكلب” مدرب قوي على المشي، فتجد الكثير منهم حصل على ٥٧ دقيقة مع الكلب أسبوعيا.

2- دراسة أخرى في اليابان تثبت أهمية النشاط البدني في العلاج

في التسعينات طلبت الحكومة من الشركات إجراء بحث سنويا للعاملين، فقامت إحدى الشركات بتقديم إجابات مهمة، فالعاملون الذين مشوا إلى العمل مسافات أطول، انخفضت لديهم بعض الأمراض الخطيرة، ومثالنا هنا “ارتفاع ضغط الدم”، ووجدوا أيضا، أن المشي يمكن تقسيمه إلى ما يلي :-

  1. أقل من عشر دقائق لم يغير شيئا.
  2. المشي من ١١/٢١ دقيقة يؤدي إلى انخفاض المرض بنسبة ١٢٪.
  3. أكثر من ٢١ دقيقة يؤدي إلى انخفاض المرض بنسبة ٢٩٪. أي مع كل زيادة عشر دقائق، خفض ١٢٪ من المرض.

مثال اخر، قيام أطباء القلب في حالات ضيق شرايين القلب بإدخال القسطرة في الشريان الضيق ويقومون بتوسيعه بالبالون ويترك بداخله دعامة ليبقي الشريان مفتوحا.

3- دراسة الباحث الألماني’ لاينر هامبرخت’

درس حوالي مائة مريض بعد عملية القسطرة، وقام بتقسيمهم إلى مجموعتين:-

  • المجموعة الأولى: إضافة القيام بنشاط على الدارجة نصف ساعة يوميا مع ساعة أسبوعية من الأيروبيكس.
  • المجموعة الثانية: اكتفى بعمليات تركيب الدعامة ثم عادوا إلى حياتهم السابقة.

ووجد بعد عام أن ٨٨٪ من المجموعة الرياضية بقوا بدون مضاعفات، مقابل ٧٠٪ من المجموعة الأخرى، ومن الواضح أن المجموعة الرياضية كانت حياتهم أفضل، ولابد أن ندرك أن تركيب الدعامة هو جزء من حل المشكلة وليس الحل الكامل والنهائي للمشكلة.

كل ذلك كان محاولة تجميع لأهم الدراسات أكد العلماء صحتها، فيما يخص أهمية المشي والنشاط البدني في العلاج. فهل تستغنون عن نصف ساعة من يومكم، مقابل ربح ٢٣ ساعة ونصف من حياتكم كل يوم؟؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

الموقع يستخدم الكوكيز لتحسين تجربتك قبول .