بدأ الخيال بصورة مشوشة ليصبح حقيقة جالية أمام الجميع ، فلم يعد من الغريب علينا بعد الآن سماع هذا المفهوم “فيروسات الكمبيوتر”،
فهو لم يعد بالجديد ولكنه لم يتوقف عن التطور ولم يكن يوما علي الهامش حتي أصبحت هذه الكلمات عادية بالنسبة للكثيرين كتابة فيرس جديد.. اكتشافه ومحاولة فك شيفرة الكود لمكافحة هذا التهديد أو التغلب علي هذا التحدي ،
أنها الدائرة التي بدأت في القرن الماضي ولا تزال تستمر حتى يومنا هذا.
ما هو فيروس الكمبيوتر وكيف يصيب أجهزة الكمبيوتر
بعيدا عن التعقيدات التقنية فلنا أن نتخيل الفيروسات التي تهاجم الإنسان كفيروس الانفلونزا مثلا ،والذي يمكن أن ينتقل من شخص لآخر بسهولة عن طريق الرزاز ويقوم بنسخ نفسه ملايين النسخ داخل الخلايا ،
فيروسات الكمبيوتر لا تختلف كثيرا عن المثال السابق من الناحية العامة فهي ايضا تنتقل من كمبيوتر لآخر بطرق متعددة منها الانترنت USB CDs وغيرهم،
كما تنسخ نفسها ملايين النسخ وتُصيب البرامج التي تعمل على الكمبيوتر بسهولة لأن الفيروس يكون متخفي داخل ذاكرة وعند تشغيل برنامج من البرامج الموجودة على الكمبيوتر يقوم الفيروس بنسخ نفسه في البرنامج وهكذا إلى أن يصيب كل البرامج وبالتالي يصبح الكمبيوتر ومصدر عدوى لأي جهاز آخر.
متى ظهرت الفيروسات
بدأ الأمر سنة 1949 علي يد جون فون نيومان صاحب النظرية التي تقول أن برامج الكمبيوتر يمكن أن تنسخ نفسها تلقائيا وكانت أول نظرية للفيروسات. أما وظهرت في أوائل الثمانينات كلمة فيروس الكمبيوتر بشكلها العلمي من خلال رسالة دكتوراه شرح صاحبها نظرية رياضية لبرنامج كمبيوتر يُصيب برنامج ثاني ويُغير من وظيفة هذا البرنامج المُصاب ،كما يقوم بنسخ نفسه ايضا.
الفيروسات خطر حقيقي
مع انتشار الانترنت أصبح انتشار الفيروسات أسرع بكثير مما نتخيل ،كما أن تأثيرها أصبح مدمر ،فلم تعد الشهرة والتحدي هما الأسباب الرئيسة وراء كتابة الفيروسات كما كانت في البداية ،حيث تطورت الفيروسات لتصبح أداة من أدوات التجسس والتخريب والاختراقات والاستخبارات الحديثة .
حروب فيروسات الكمبيوتر
أصبحت الفيروسات من أخطر الأسلحة وتسببت في العديد من الكوارث والأزمات لدى دول كثيرة اُستخدمت ضدها ،فمثلا في 2003 تعرضت شبكة الكهرباء في الولايات المتحدة الأمريكية لهجوم إلكتروني بفيروس من خلال استغلال ثغرة في النظام و انقطعت الكهرباء بالفعل لأكثر من أربعة أيام ،
أيضا استخدام الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل فيروس Stuxnet في 2010 لتعطيل أجهزة الطرد المركزية في مفاعل بوشهر في إيران رغم التأمين العسكري المشدد والذي كان من المحتمل أن ينفجر ويسبب كارثة في الشرق الأوسط لما تسببه هذه الفيروسات فهي تزيد من سرعة أجهزة الطرد المركزية أكثر من المعتاد ،
ومع اتصال الإنترنت بأغلب الأجهزة الحديثة وأدوات التحكم فيها وحتى إذا لم تكن متصلة بالإنترنت فهي معتمدة في الأساس على برامج كمبيوتر تتحكم فيها من أول شبكات الطرق والملاحة والمفاعلات النووية والمصانع وأجهزة أمن الدول وكل نواحي الحياة مما جعل الخطر أكبر .